بخماسية نظيفة افتتح منتخبنا الوطني مشواره في تصفيات أمم آسيا لكرة القدم بالفوز على المنتخب الماليزي ضمن منافسات المجموعة الثالثة، حيث عاد بثلاث نقاط من كوالالمبور غسلت احزانه بعد الخروج المبكر من بطولة كأس الخليج التاسعة عشرة بعمان.
وتناوب على تسجيل أهداف منتخبنا محمد عمر بثنائية في الشوط الأول في الدقيقتين 29 و46 وإسماعيل مطر بثنائية خلال الفترة الثانية في الدقيقتين 62 و76 ثم اختتم اللاعب البديل أحمد خليل مهرجان الأهداف في الدقيقة .85
وشهدت المباراة سيطرة واضحة لمنتخبنا الوطني بالرغم من البداية المتواضعة في نصف الساعة الأول وحالة الارتباك التي سيطرت على اللاعبين بالرغم من فارق الإمكانات مقارنة بالمنافس.
ونجح الأبيض في استعادة توازنه وتحقيق هدفه بانتظار الجولة الثانية التي ستجمعه مع أوزبكستان 28 الجاري على ملعب الشارقة.
جاءت بداية المباراة متواضعة المستوى، خاصة من قبل منتخبنا الوطني، حيث عجز عن فرض سيطرته وتأكيد أفضليته عن المنافس، باعتبار فارق الإمكانات، وسمح للمنتخب الماليزي بالقيام بهجمات جريئة رفعت من معنويات لاعبيه وشجعته على تهديد مرمى ماجد ناصر بجدية.
ولعب الأبيض بنفس التشكيلة التي شاركت في أغلب مباريات كأس الخليج باستثناء تغيير بسيط في قلب الدفاع تمثل في إشراك وليد عباس إلى جانب حمدان الكمالي.
وفي بقية المراكز اعتمد المدرب دومينيك على ماجد ناصر في حراسة المرمى وحيدر الو علي ومحمد فايز في الدفاع وفي الوسط عبد السلام جمعة وعبد الرحيم جمعة ومحمد الشحي وإسماعيل الحمادي في الوسط وفي الهجوم الثنائي إسماعيل مطر ومحمد عمر.
وحاول الجهاز الفني للأبيض دعم استقرار التشكيلة لتقديم أداء أفضل من مباريات كأس الخليج، خاصة بعد أن انسجمت أغلب العناصر مع بعضها البعض، إلا أن الأداء في الفترة الأولى لم يكن مقنعاً، ولم يفلح منتخبنا في تصحيح صورته، بل على العكس عجز عن الظهور بصورته الحقيقية.
وفي المقابل حاول المنتخب الماليزي استغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة ايجابية تمنحه فرصة المنافسة على بطاقة التأهل إلى نهائيات أمم آسيا، مستفيداً من هطول الأمطار بغزارة وإقامة المباراة على أرضية مبتلة، إلى جانب الاعتماد على سرعة لاعبيه محمد محيي الدين ومحمد عبد الرزاق في التوغل من الأطراف لمفاجأة دفاع منتخبنا.
وعلى عكس المتوقع لم يدخل الأبيض المباراة بقوة، وسمح للمنافس بتحقيق الأفضلية في صنع الهجمات وإحداث الخطر، وبقي طوال نصف الساعة الأول خارج نطاق الخدمة بسبب غياب التنظيم داخل الملعب وتفكك خط الوسط، الأمر الذي حال دون الربط بين الدفاع والهجوم وإمداد إسماعيل مطر ومحمد عمر بالكرات المطلوبة.
وسجل المنتخب الماليزي خطورته منذ الدقيقة الثانية عن طريق تصويبة جانبية من محمد محيي الدين بعد أن راوغ الدفاع بنجاح ثم توغل محمد عبد الرزاق في الدقيقة 13 وتجاوز حمدان الكمالي، لكن كرته ضاعت في آخر لحظة.
وتوالي الخطر الماليزي أمام اهتزاز دفاع الأبيض، حيث استغل محمد عبد الرزاق ارتباك الدفاع وعدم سيطرته على الكرة ليصوب بقوة، لكن كرته اصطدمت بالشباك الجانبية لمرمى ماجد ناصر.
وفي الدقيقة 22 أيضاً قاد محمد جعفر هجمة سريعة وسدد كرة قوية بجانب القائم.
ولم يستفق منتخبنا ولم يدخل أجواء المباراة إلا بعد أن تحرك لاعبو الوسط وضيقوا المساحات داخل الملعب، الأمر الذي ساعد على التقدم إلى الهجوم والبدء في نسج بعض المحاولات.
وفي الدقيقة 16 تلقى عبد السلام كرة من ركنية سددها فوق العارضة في إنذار حقيقي بدخول الأبيض في أجواء اللقاء.
ثنائية محمد عمر
بعد مرور 29 دقيقة تخلص منتخبنا من الارتباك الذي كان مسيطراً عليه وتعود على أرضية الملعب المبتلة وبدأ في التقدم إلى الهجوم وتهديد مرمى الحارس محمد مصطفى، خاصة عن طريق تحركات إسماعيل مطر، وإثر هجمة منسقة بدأها محمد الشحي والذي مرر الكرة إلى إسماعيل مطر يكسر التسلل بتمريرة دقيقة وسط المدافعين تلقاها محمد عمر منفرداً بالحارس ليسدد بقوة محرزاً هدف الافتتاح.
أراح هذا الهدف لاعبينا من الضغوطات النفسية، خاصة بعد البداية الصعبة في المباراة ومنح الثقة لمختلف العناصر من اجل تقديم الأفضل والظهور بصورة مقنعة، وتراجع حماس لاعبي ماليزيا وأيضاً ضغطهم على دفاع منتخبنا، الأمر الذي سهل من مهمة لاعبينا للتقدم إلى الهجوم وإيجاد التوازن المطلوب في خط الوسط.
وأدى إسماعيل الحمادي بشكل أفضل عندما انتقل إلى الجهة اليسرى متبادلاً المركز مع محمد الشحي حيث ظهر أداء الأبيض بشكل جيد وظهرت خطورته في الهجمات السريعة.
واستغل منتخبنا المهارات الفردية بفضل موهبة إسماعيل الحمادي، حيث قاد هجمة سريعة وتوغل داخل منطقة الجزاء لتتم عرقلته من قبل المدافع هاردي في الدقيقة 44 لينجح محمد عمر في تسجيل الهدف الثاني الشخصي له وللمنتخب في الدقيقة 46 ليضع الأبيض في موقف مريح لمواصلة المباراة بثقة اكبر في الامكانات. وانتهى بذلك الشوط الأول بثنائية نظيفة للأبيض لم تعكس قوة امكانات لاعبينا وإنما أظهرت بعض الحلول الفردية القادرة على إنقاذ منتخبنا في التوقيت المناسب.
ثلاثية الشوط الثاني
في الفترة الثانية دفع الفرنسي دومينيك باتنيه مدرب منتخبنا بمحمود خميس مكان إسماعيل الحمادي في الجهة اليسرى لمزيد تنشيط منطقة الوسط خاصة بفضل التوغلات الجانبية وجاء ذلك بسبب لياقة الحمادي التي لا تسمح له باكمال المباراة.
ومن جهته حاول منتخب ماليزيا استغلال الدقائق الأولى للشوط الثاني من اجل تهديد مرمى الأبيض بقوة أملا في تقليص الفارق والعودة في المباراة.
واتيحت فرصتان خطيرتان الأولى لمحمد محيي الدين على اثر كرة عرضية في الدقيقة 55 بعد ان سدد بقوة لكن الدفاع حولها إلى ركنية ثم في الدقيقة 56 عندما اتيحت كرة مواتية لمحمد جعفر سددها بقوة لكن الحارس ماجد ناصر تالق في صدها.
وفي الدقيقة 61 أيضاً اتيحت فرصة مواتية لمحمد صافي من اجل تسجيل الهدف الأول لمنتخب ماليزيا عندما تلقى كرة أمام المرمى صوبها بقوة لكن ماجد تألق مرة اخرى في الذود عن مرماه.
وبنفس سيناريو الشوط الأول امتص منتخبنا الهجمات المتتالية لمنتخب ماليزيا ثم استغل أول هجمة قادها محمد الشحي في الدقيقة 62 بعد ان راوغ الدفاع وتوغل بنجاح ثم مرر كرة ذكية إلى إسماعيل مطر ليسكنها الأخير بتصويبة فنية على الطائر رافعاً النتيجة إلى ثلاثية نظيفة.
وبمرور الوقت فرض منتخبنا ايقاعه على المباراة مستفيداً من تقدم المنافس لشن الهجمات المرتدة السريعة والتي كانت تنبئ بارتفاع الفارق خاصة في الدقيقة 65 بعد انفراد محمد عمر بالحارس لكن تسديدته مرت فوق العارضة.
وفي الدقيقة 76 نجح إسماعيل مطر في تسجيل الهدف الرابع للأبيض والثاني في رصيده بعد هجمة قادها محمود خميس ثم تلقاها مطر داخل منطقة الجزاء ليسددها بقوة في الجهة اليسرى للحارس الماليزي. وتواصل الأداء المفتوح لمنتخبنا بحثاً عن المزيد من الأهداف حيث انفرد محمد عمر مرة اخرى في الدقيقة 84 بالحارس ومرر الكرة لكن المدافع الماليزي انقذ الكرة قبل عبورها خط المرمي.
واستفاد منتخبنا من التغيير الذي اجراه دومينيك في الدقائق الأخيرة من المباراة عندما دفع بأحمد خليل مكان محمد عمر حيث نجح اللاعب البديل في تسجيل الهدف الخامس من أول كرة لمسها بعد تمريرة دقيقة من إسماعيل مطر في الدقيقة ،85 ليستمر اللعب سجالا حتى أعلن الحكم نهاية المباراة لحسم الأبيض فوزه بخماسية كاملة منحته النقاط الثلاث في بداية ناجحة ضمن تصفيات أمم آسيا التي ستقام في قطر .2011