اتجهت بوصلة نصف أنديتنا المشاركة في النسخة الثانية لدوري المحترفين نحو الاستعانة بالمدافع الأجنبي في الموسم الجديد، كظاهرة تطل برأسها في دوري المحترفين ،خاصة أنها اتسعت هذا الموسم مقارنة بالنسخة الأولى لدوري المحترفين لإيقاف المد الهجومي للأجانب في أعقاب اتجاه الأندية خلال المواسم الماضية لاستقطاب المهاجم المحترف القادر على الوصول للشباك وبالتالي إحراز الأهداف.
واستعانت 7 أندية بالمدافع الأجنبي حيث جدد الجزيرة الثقة في مدافعه البرازيلي روزاريو الذي ظهر مع العنكبوت في أول موسم لدوري المحترفين، مقدماً مستوى جيداً بعد أن راهن عليه براجا مدرب الفريق بغية ايقاف مصادر الخطورة في أي هجوم، ليقدم كل ما عنده، ليظهر مجدداً في دورينا للموسم الثاني على التوالي، كما ظهر مع الظفرة في الموسم الماضي المدافع النيجيري كينيث الذي كان أحد الأعمدة الأساسية لفارس الغربية في الخط الخلفي. وتعاقد الوحدة مع المدافع العُماني حسن مظفر القادم من الريان القطري، واستقطب الوصل العماني محمد الشيبة القادم من العربي القطري وتعاقد الشباب مع البحريني حسين بابا المنتقل إلى القلعة الخضراء من الكويت الكويتي. كما يظهر مع الشارقة البرازيلي رفايل راموس دي ليما القادم من فيرجينيس البرازيلي ويعود الملك إلى المدافعين الأجانب بعد 11 سنة حيث كانت التجربة الماضية مع المدافع العراقي راضي شنيشل موسم 98. وتعاقد عجمان مع المغربي محمد أمين نجمي مدافع أولمبيك خريبكة في أعقاب الاستغناء عن البرازيلي فالدي ميرو الذي لم يقدم ما يقنع خلال المباريات التجريبية التي خاضها البرتقالي بعد العودة من المعسكر الخارجي بفيينا. «الاتحاد» وضعت ظاهرة المدافع الأجنبي على طاولة مسؤولي الأندية الستة التي استقطبت هؤلاء المحترفين لمعرفة رؤيتهم حول اختيار المدافع الاجنبي هل هو لإيقاف المد الهجومي للمحترفين؟! خاصة أن الأندية ظلت طوال المواسم الماضية تتعاقد مع المهاجم الأجنبي الصريح الذي يحرز الأهداف أو بسبب مشكلة في خط الدفاع دفعت فاتورته بعض الأندية خلال المواسم الماضية وبالتالي العمل على ترميم هذا الخط لسد النقص الذي قد يحدث فيه بعامل الاصابة أو الطرد أو بسبب زيادة عدد المحترفين هذا الموسم. سألنا في البداية دكتور عبدالله مسفر المدرب الوطني وعضو الإدارة الفنية باتحاد الكرة حول أسباب هذه الظاهرة فقال: ان النسخة الأولى لدوري المحترفين كشفت المستور فقد ظلت بعض الأندية تسجل الأهداف ولكن المشكلة الحقيقية التي واجهتها دخول نسبة كبيرة من الأهداف في مرماها مما انعكس سلباً على بعض نتائجها لهذا ظلت تبحث عن المدافع المحترف الذي باستطاعته حل المشكلة. وقال: يجب الاعتراف ان معظم أندية دورينا تعاني من ضعف واضح في خط الظهر وكثرة الأهداف بعد الاستعانة بمهاجمين محترفين. وذكر مدربنا الوطني السابق ان هذه الوضعية كشفت المستوى الحقيقي لخط الظهر مما دفع بعض الأندية للاستعانة بمدافعين أجانب مما يصب في مصلحة المسابقة. وأضاف: ان خسارة بعض الفرق بهذا الكم الكبير من الأهداف يؤكد ان هنالك خللاً كبيراً في خط الدفاع، ينبغي على الأندية معالجته مما حدا ببعضها إلى ترتيب الأوراق ومراجعة الحسابات وصولاً إلى الغاية المنشودة. وقال: ان ظاهرة المدافع الأجنبي قد يكون لها مردودها الإيجابي والسلبي على المسابقة من منظور ان المدافع الأجنبي يقلل عدد المدافعين المواطنين مما يشكل مشكلة في دفاع منتخبنا الوطني أما المرود الإيجابي فيتمثل في ارتفاع المستوى الفني للمسابقة.
أحمد سعيد:
«المدافع والمهاجم» هاجس يؤرق الجميع
وصف أحمد سعيد مشرف الكرة بنادي الجزيرة مركزي الدفاع والمهاجم الصريح بالمرض المزمن الذي أصاب الأندية منذ فترة طويلة، ويمثل هاجساً يؤرق الجميع.
وقال: ان الجزيرة يملك اللاعب المواطن راشد عبدالرحمن الذي يعد أحد أفضل 3 مدافعين بالدولة مع الكمالي في الوحدة ومحمد قاسم في الأهلي. وذكر ان الجزيرة كان يعاني من مشكلة في خط الدفاع قبل سنتين تم حلها بالتعاقد مع المدافعين راشد عبدالرحمن وعمران الجسمي مشيراً إلى ان دفاع العنكبوت سجل الأفضلية في النسخة الأولى لدوري المحترفين. ورداً على سؤال لماذا اختار الجزيرة مدافعاً أجنبياً في هذه الوضعية الجيدة للفريق أوضح هدفنا من ذلك تقوية خط الدفاع حتى يكون بنفس مستوى خطي الوسط والهجوم حتى يكون المرود الفني للفريق كبيراً مما أدى إلى تدعيمه بالبرازيلي روزاريو وهذا ليس تقليلاً من المدافعين الموجودين فهو لاعب صغير يمتاز بالقوة مشيراً إلى ان العنكبوت يضع نصب عينيه البحث عن المدافع الأجنبي الذي يمثل اضافة للفريق رغم الأفضلية لنا في خط الدفاع، ليجد ضالته في البرازيلي روزاريو.
إسماعيل راشد:
الأندية المستفيد الأول
قال إسماعيل راشد مدافع الوصل السابق المدير الحالي لمنتخبنا الوطني ان الأندية تعد المستفيد الأول من تواجد المدافعين المحترفين في دورينا ، خاصة في ظل الحقبة الاحترافية الجديدة حيث تسعى الأندية لتحقيق مصالحها وهذا حق مشروع في عالم الاحتراف.
وذكر ان اتجاه الأندية إلى المدافع المحترف لسد النقص مشيراً إلى انه ينبغي على الأندية البحث عن المدافع القائد حتى تكون الفائدة كبيرة. وقال: ان منتخبنا يفتقد المهاجم المواطن في أعقاب سعي الأندية لاستقطاب مهاجمين محترفين مما أدى إلى قلة بروز المهاجم المواطن خلال الفترة الماضية مشيراً إلى أن الاعتماد على المهاجم الأجنبي ليس في مصلحة المنتخب حيث أضحى عدد المهاجمين المواطنين لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة. واختتم إسماعيل راشد حديثه بقوله: نتمنى تواجد المدافع المحترف الذي يحدث الفارق في دورينا ،خاصة انه يصب في مصلحة المسابقة بعد ان طرقت الأندية باب الاحتراف بقوة.
بدر أحمد :
راموس ثاني تجربة لـ«الملك»
قال بدر أحمد إداري الشارقة ان الملك يهدف من الاستعانة بمدافع أجنبي إلى تقوية خط الدفاع مشيراً إلى ان القلعة البيضاء تتطلع لنجاح التجربة الثانية بعد التجربة الأولى في أعقاب الاستعانة بالمدافع العراقي راضي شنيشل عام 1998.
أضاف: ان بعض الأندية استقطبت مهاجمين أجانب على درجة عالية من الكفاءة وهذا الأمر يتطلب وجود مدافعين بنفس الكفاءة أيضاً. ولفت إداري فريق الشارقة إلى ان المحترف الشرقاوي الجديد رفايل راموس والذي يلعب في خط الدفاع أعطى انطباعاً جيداً خلال المباريات التجريبية التي خاضها الفريق خلال الأيام الماضية ونتمنى ان يقدم نفس المردود في المباريات الرسمية في الموسم الجديد. وقال: ان اللاعبين المواطنين في خط الدفاع الشرقاوي لم يقصروا وأدوا ما عليهم مشيراً إلى ان الاستعانة بالمدافع الأجنبي لا ينتقص من قيمة بقية اللاعبين المواطنين.
سردار:
الخلل في نوعية المدافعين
يرى العراقي سردار محمد مساعد مدرب عجمان ان مشكلة الخلل في الدفاع عامة وليست في فريق بعينه والدليل ضعف المنظومة الدفاعية للفريق ككل في أعقاب الأهداف الكثيرة التي ظللنا نشاهدها.
وقال: ان الخلل يكمن في نوعية اللاعبين الذين يشغلون مراكز الدفاع مشيراً إلى ان اغلب اللاعبين يحبون اللعب في الهجوم مما أدى إلى قلة في المدافعين المتميزين وافتقاد المدافع للبنية الجسمانية لكرة القدم الحديثة. وأضاف: ان البرتقالي مثل غيره يعاني من خلل في الدفاع كمنظومة فهو ليس بحاجة إلى تدعيم الهجوم ، إنما بحاجة إلى تدعيم خط الظهر في وجود مهاجمين مواطنين أمثال محمد عمر. واختتم سردار حديثه بقوله: ان أغلب المدافعين في الدول العربية قليلو الانضباط تكتيكياً مما ينعكس سلباً على الدفاع وميلهم للهجوم أكثر منه للدفاع.
هبيطة:
نتطلع لتكرار مشهد بولو
يرى عبيد هبيطة مدير فريق الشباب ان اتجاه بعض الأندية للاستعانة بالمدافع الأجنبي ينطلق من مسألة توزيع اللاعبين الأجانب على المراكز الثلاثة.
وقال: ان كل ناد قد وضع استراتيجية معينة بغية استقطاب اللاعبين الأجانب وفق حاجة كل فريق لمركز معين مشيراً إلى ان المنافسة ستكون موجودة للاعبين المواطنين في جميع المراكز. وكشف هبيطة ان الشباب سبق ان استقطب مدافعاً أجنبياً في موسم 82 - 83، هو يعقوب بولو والذي كان محترفا في الوصل، آملاً ان يحقق المحترف البحريني حسين بابا النجاح المنشود في بيت الجوارح وخاصة انه يلعب في مركزي وسط الارتكاز ونصف الدفاع لحاجة الفريق لمثل هؤلاء المدافعين. اختتم هبيطة حديثه بقوله: كنا نتطلع لتواجد 4 محترفين في الملعب مع كل الاحترام لاتحاد الكرة.
صالح قاسم:
كينيث تجربة ناجحة في الظفرة
جدد الظفرة الثقة في مدافعه النيجيري كينيث للظهور مع فارس الغربية في النسخة الثانية لدوري المحترفين، وقال صالح قاسم مدير فريق الظفرة إن تجربة المدافع الأجنبي ناجحة في الغربية في أعقاب تواجد كنيث مع الفريق خلال الموسم الماضي والذي يعد من اللاعبين الجيدين الذين قدموا موسماً جيداً مع الفريق مشيراً إلى أن الظفرة تعاقد مع مدافع أجنبي نظراً لحاجة الفريق له في هذا المركز والذي لا يقلل من كفاءة اللاعبين المواطنين.
وأضاف أنه لا توجد مشكلة في دفاع فارس الغربية وخاصة أن المواطنين على درجة عالية من الكفاءة، متطلعاً أن يقدم المدافع المحترف كل ما عنده حتى يكون إضافة للفريق وبالتالي يستفيد منه المدافع المواطن. وذكر صالح قاسم إن الظفرة ليس حديث عهد بالمحترف المدافع حيث سبق أن تواجد مع الفريق في الموسم قبل الماضي أمين الرباطي، لتتكرر التجربة في الموسم الماضي مع النيجيري كينيث الذي سيواصل المشوار مع الفريق بعد النجاح الذي حققه في النسخة الأولى لدوري المحترفين.
رأي محايد:
خليل غانم: مفهوم المهاجم النجم خاطئ
المونديالي خليل غانم مدافع الخليج والمنتخب الوطني السابق يرى ان نظرة الأندية للمهاجم هو النجم خاطئة حيث لابد من تغيير هذا المفهوم بعد سنة أولى احتراف حتى لو استدعى الأمر التعاقد مع مدافع بـ 20 مليون درهم.
وقال: ان اتجاه الأندية إلى المدافع المحترف ضرورة ،خاصة تلك التي تعاني من النقص ، خاصة في أعقاب تهافت الأندية المحترفة قبل انطلاق النسخة الأولى لدوري المحترفين على المهاجمين الأجانب بغية تسجيل الأهداف متناسين العملية الدفاعية وأن الفريق يتكون من 11 لاعباً. ولفت مدافع منتخبنا السابق إلى ان مفهوم أفضل وسيلة للدفاع هو الهجوم مفهوم قديم أكل عليه الدهر وشرب. وقال: ان مشكلتنا تكمن في اعتماد الأ ندية اعتماداً كلياً على المدرب فهو ليس وحده صاحب القرار الفني حيث لابد من رؤية فنية من اللجنة الفنية بكل ناد. وأوضح: ان الاتحاد الدولي لكرة القدم حاول بكل الطرق ان يكسر حاجز أسلوب الطرق الدفاعية للمدربين بغية الميل إلى الهجوم وتسجيل الأهداف لإمتاع الجماهير ولكنه فشل في مسعاه.